الجواب
نعم لا يجوز؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، قال: «أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورهم» وأخذ مرة شيئًا من الحرير في يده اليمنى، وشيئا من الذهب ثم قال: «هذان حل لإناث أمتي، حرام على ذكورهم» فالذهب والحرير حل للإناث يتزين بهما للأزواج، تلبس الحرير وتلبس الذهب، إذا تزينت للرجل، أما الرجل فليس له لبس الذهب، وليس له لبس الحرير، لا على جبينه وقت العرس ولا في يده ولا في أذنه، ولا في رجله ولا في غير ذلك، ولا في ملابسه، الذهب من شأن النساء، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- ، أنه رأى في يد رجل خاتما من ذهب، فأخذه وطرحه، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده» فقال بعض الناس للرجل: خذ خاتمك فقال: لا آخذه وقد طرحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فتركه نفورًا مما نفر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وحذر منه، وكمالاً في المتابعة والامتثال، حتى إنه لم يأخذه من شدة كراهيته، لما كرهه النبي - صلى الله عليه وسلم- ، خرجه مسلم في صحيحه، من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- ، وثبت في الصحيحين عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه نهى عن التختم بالذهب، وهذه القطعة التي توضع على جبينه، أعظم من الخاتم، فالواجب ترك ذلك، وهكذا كل عادة سيئة تخالف الشرع، يجب تركها، العوائد يجب أن تخضع لحكم الله ورسوله، فما كان منها موافقا للشرع فلا بأس به، وما كان منها مخالفا للشرع فالواجب تركه، كهذه العادة، وكعادة بعض الناس إذا تزوج يبقى الأيام والليالي، لا يحضر الجماعة ولا يصلي في المسجد، وهذا غلط ومنكر، بل عليه أن يصلي مع الناس، الفجر وبقية الصلوات في أول ليلة، وفي غيرها، فالعرس لا يمنع ولا يسوغ ترك الواجب، فالمؤمن يقوم بما يطلب منه، في الزواج ومما جرت به العادة، مما أباح الله، ولكنه لا يترك ما أوجب الله عليه، من أجل العرس، بل يصلي مع الناس ويؤدي الواجبات الأخرى، ويؤدي حق أهله، ولا تنافي بين هذا وهذا.